الأربعاء، 30 أبريل 2014

أفرغ كأسك لتكون متميزا

هل الكأس التي في الصورة تقبل صب مزيد من المياه؟ ما مصير الماء المسكوب في الكأس بعد امتلائها؟ بالطبع يقع خارج الكأس.


القصة التالية هي واحدة من أشهر القصص التي ترسخ لمفهوم "أفرغ كأسك". هذا المفهوم هو المفتاح الرئيسي للنجاح في التسويق الشبكي. ما هي قصة هذه الكأس؟ السطور القادمة تسرد لنا القصة و الشاهد من ورائها.






تدور أحداث القصة في اليابان، في بلدة فقيرة لا يقوى أهلها على نفقات إرسال أولادهم للتعليم في المدينة، و عوضاً عن ذلك يدفعون بأبنائهم إلى مدرسة المعلم "سوزوكي". كان المعلم "سوزوكي" صاحب فكر و فلسفة في الحياة و كان يعمل على نشر أفكاره من خلال نوع فريد من التعليم، يختلف كلية عن مناهج التعليم التقليدية، يعتمد على فلسفة الحياة.


و ذاع صيت المعلم "سوزوكي" خارج البلدة، حتى سمع به شاب من المدينة يدعى "يوكي" و الذي قرر الالتحاق بمدرسة المعلم "سوزوكي". كان "يوكي" متفوقاً، فهو حاصل على "الدكتوراه" من الخارج، و كان محباً لتحصيل العلم و تطوير الذات، و قد سمع الكثير عن المعلم "سوزوكي"، فقرر الالتحاق بمدرسته.


كانت سياسة المعلم "سوزوكي" مع طلبة السنة الأولى الجدد أن يكون عامهم الأول في المدرسة مكرساً لخدمة طلبة السنوات الأعلى منهم. و في اليوم الدراسي الأول، جمعهم المعلم و بدأ في توزيع الأعمال عليهم. كانت الأعمال تشمل طهي الطعام و غسيل الثياب و تنظيف المراحيض الذي اختص به "يوكي".


كان "يوكي" مستغرباً، و بالطبع ممتعضاً، فكيف به، و هو المتفوق حامل "الدكتوراه"، ينظف المراحيض لأناس يعتقد أنهم دونه شأناً، مما دفعه لممارسة دور الرقيب و الموجه لزملائه، و تحاشى تماماً العمل بيديه، حتى مر عامه الأول و حان وقت إعلان النتيجة.

و كم كانت ثورة "يوكي" عارمة عندما علم أنه رسب و سوف يعيد السنة الدراسية من جديد.


اندفع "يوكي" غاضباً إلى غرفة المعلم "سوزوكي" طالباً منه تفسيراً لرسوبه، خاصة و أنه يرى أنه أهدر سنة كاملة من عمره في أعمال لا طائل من ورائها كالطهي و الغسيل و تنظيف المراحيض! كان المعلم "سوزوكي" يحتسي قدحاً من الشاي، فأشار إليه أن يجلس و يهدأ حتى يناقشا الأمر.



اعتدل المعلم في جلسته، و طلب من تلميذه إحضار إناء الشاي فأحضره. ثم طلب منه أن يصب له الشاي في القدح، فصب "يوكي" الشاي حتى ملأ القدح ثم توقف عن صب المزيد. حينها نظر له المعلم قائلا: "أنا لم أطلب منك التوقف عن صب الشاي. استمر في الصب!". تعجب "يوكي" من طلب معلمه، لكنه واصل صب الشاي حتى فاض و أصبح ينسكب خارج القدح. حينها أمره المعلم بالتوقف.



التفت المعلم "سوزوكي" إلى الطالب "يوكي" و قال له: "أنت عندما أتيت لمدرستي، كنت مثل هذه الكأس، معبئاً بمعلومات كثيرة، و تصورات معينة جعلتك تعتقد أنك تفهم كل شئ و تجيد كل شئ، لذلك لم تكن مستعداً لتلقي أي جديد، كنت فقط تحلل و تنتقد، و فشل عقلك في استيعاب أي شئ جديد أو مختلف، فكان كل جديد عليك يقع خارج عقلك و استيعابك،  تماماً مثل الشاي الذي وقع خارج هذه الكأس!"



"إذا أردت أن تكون ناجحاً و متميزاً، أفرغ كأسك!"



هذه القصة تظهر واقعاً شائعاً في التسويق الشبكي، أسميه أنا "غرور المعرفة". في البداية يعتقد الكثيرون ممن يبدأون التسويق الشبكي أنهم بعلمهم، و خبراتهم، و علاقاتهم يستطيعون النجاح بسهولة. و كم تكون صدمتهم عندما يصطدمون بحاجز الرفض الذي قد يبديه الآخرون من أول وهلة، ثم يسود لديهم اعتقاد أنهم فشلوا. و لأن الإنسان بطبعه يبحث لنفسه دائماً عن مبررات، تكون التبعة و اللوم على التسويق الشبكي ذاته. و لأن هذا حال كثير من الناس، فإننا نسمع الكثير من التعليقات السلبية عن صناعة التسويق الشبكي.



الحقيقة التي أدركتها بعد عناء أن العيب ليس في التسويق الشبكي، فالتسويق الشبكي صناعة راسخة و واعدة تؤكدها الأرقام و الإحصائيات (راجع تدوينة تعرف على التسويق الشبكي ")، و إنما المشكلة في العناد و المقاومة التي نبديها عند تعلمنا الجديد.

*  إذا أحسست أن كأسك بدأ يمتلئ:

1. توقف ولاحظ المتعبين حولك وفي الشارع , وتذكر نعم الله عليك .

2. تعلم التأمل واحرص على مناجاة الخالق ..

3. واجه المرآة وتحدث مع نفسك وقل سأفرغ كاسي الآن ..

4. اتخذ شخصاً ما كقدوة لك .. و ... افرغ كأسك مجدداً ....
5. تذكر قوله تعالى:  {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} 

         " أفرغ كأسك لتكون متميزا " 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةعالم المعلومة2013